الجماع أثناء الحمل وهل هو مضر فعلا أم هذه خرافات

هناك الكثير من الأساطير حول ممارسة الجنس والجماع أثناء الحمل لدرجة أننا قررنا أن نسلط الضوء على الموضوع بهذا المقال لإعطائك الحقيقة المطلقة بنسبة 100٪ حول هذا الموضوع المهم وتعلمي دهاليزه وحقائقه .

 لا شك أن هناك الكثير من الالتباس حول الجماع أثناء الحمل ؟ أعتقد أن الإجابة تكمن في حقيقة أن المجتمع يشعر بالارتباك عندما يحاول التعامل مع فكرة المرأة كأم وخصوصا عند الغرب والمتحررين رغم خطئهم ، ونظرة هؤلاء للمرأة على أنها كائن جنسي ، ولكن نحن نريد أن نحيي الأمومة وحقوقها ، ولا يزال هناك مستوى مرتفع من الرغبة الجنسية والحماس لممارسة الجنس مع الزوج لدى الحوامل ، ولكن قد تكوني خائفة ومتوترة من فعل ذلك نظرا لما تسمعيه هنا وهناك من أضرار ممارسة الجماع أثناء الحمل وما قد يؤدي بدوره إلى مشاكل لديك قد تصل إلى حد إجهاض الطفل وإسقاطه ، وهذا هو أول ما يجب عليك الخروج منه وإهماله وعدم الإستماع إليه إلا في حالات مثل عندما تكونين حاملة حملا غير طبيعيا إلى حد ما ، أو صاحبة تجارب سابقة بالإجهاض وغيرها من الأمور التي سنذكرها في هذا المقال ، ولكن بشكل عام وفي الوضع الطبيعي الجنس أثناء الحمل شيء رائع لكل من الرجل وشريكه والطفل وهو ما سنفصله لاحقا .

بالبداية قد تتساءلين عن سبب أهمية ممارسة الجماع في هذا الوقت المميز للغاية للطفل ، هناك عدة أسباب : أولاً يعزز الجماع الروابط بين الأم وشريكها ، مما يضمن أن تكون علاقتهما قوية وصحية وحميمة ، وهذا بدوره ينتج بيئة جيدة للطفل بعد ولادته ، وثانياً عندما تعاني المرأة من هزة الجماع ، فإنها تنتج كميات كبيرة من الإندورفين وهرمونات النعيم التي تدور في مجرى دمها وتنتج حتماً نفس الشعور بالاسترخاء والرضا للطفل مثلما تفعل مع الأم .

لكن لسوء الحظ ، يبدو أن الكثير من النساء يعتقدن أن شريكها لن يجدها جذابة لأنها تكبر وتتضخم مفاتنها أثناء الحمل ، والواقع مختلف إلى حد ما ! حيث يجد العديد من الرجال أن المرأة الحامل حساسة للغاية وجذابة ، وهذه حقيقة لا تكاد تنكر عندما تفكر في أن المرأة تعبر عن أعمق مستوى من أنوثتها عندما تكون حاملاً ، ليس ذلك فحسب ، بل تعاني الكثير من النساء من زيادة كبيرة في الرغبة الجنسية خلال فترة الحمل بسبب تغير مستويات الهرمونات في مجرى الدم - والمرأة التي تريد ممارسة الجنس وغيرها من مستويات الرغبة الجنسية  تكون مرتفعة للغاية بالنسبة للرجل ، الكل في الكل ، إنها وصفة لبعض أفضل أنواع الجنس التي يمكنك الحصول عليها.

وتجد الكثير من النساء في الواقع أنهن يتعرضن لهزات الجماع بشكل مختلف عندما يكونون حوامل: فقد يتعرضن على سبيل المثال ، لهزات الجماع لأول مرة إذا كانوا يشعرن بالقلق من قبل ، وقد نجد النساء اللواتي استطعن ​​دائمًا الاستمتاع بالنشوة الجنسية أنهن يمكنهن الوصول إلى النشوة الجنسية بسهولة أكبر ، أو أنهن يتعرضن لهزات جماع متعددة لأول مرة ، كل هذا مثير للغاية ، ويضيف بُعدًا جديدًا بالكامل للعلاقة الجنسية بين الرجل وشريكته ، وعندما نقول هنا أن العديد من النساء يشعرن بأنهن قد انتقلن بشكل كامل إلى حياتهن الجنسية ، ويعزى ذلك جزئيًا إلى أن أجسادهن تصبح أكثر أنوثة وتضخم الثديين أثناء استعدادهن لرعاية طفلهن بعد ولادته ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى وظيفتهن بشكل كبير من ناحية الرضاعة ، ولا شك أن يكون الشعور بالجنس في إطار علاقة جيدة وطبيعية أمرًا لا يمكن التنبؤ به إلى حد ما بشكل دقيق أثناء الحمل.

ومن الأساطير الشائعة عن ممارسة الجماع أثناء الحمل أنها يمكن أن تؤذي الطفل ، وهذا غير صحيح على الإطلاق في الغالبية العظمى من حالات الحمل الطبيعية وهذا يرجع لسبب واحد حيث  يتمتع الطفل بحماية جيدة في كيسه الأمنيوسي ، وهو كيس مليء بالسوائل يحميه كممتص للصدمات ، وكذلك جدران العضلات القوية في الرحم ، ونظرًا لأن سد المخاط السميك يختم عنق الرحم بحيث لا تستطيع البكتيريا ولا السائل المنوي دخول الرحم أثناء الجماع الجنسي ، فلا يوجد خطر من ممارسة الجنس بين الزوجين بينما ينمو الطفل داخل أمه ، والحالات الوحيدة التي لا ينصح فيها بالجماع أثناء الحمل هي الحالات غير المعتادة قليلاً في الحمل : فربما كان هناك نزيفًا مهبليًا مستمرًا ، أو كانت الأم تعاني من ارتفاع ضغط الدم ، أو أن المشيمة تقع بالقرب من عنق الرحم ، أو المرأة لديها تاريخ من الإجهاض ، وسيرشدك أيها الحامل بكل حالة من هذه الحالات طبيبك أو ممرضة التوليد بأخطار ممارسة الجنس أثناء الحمل وقتها .

وإذا استمرت غالبية حالات الحمل بشكل طبيعي ، وكان الجماع مقبولًا تمامًا ، فلماذا يكون هناك أسطورة مفادها أن الجماع أثناء الحمل يمكن أن يضر الطفل ؟ حسنًا ، عليك استخدام قدر معين من الفكر السليم هنا ، ومن الواضح أن صنع العلاقة مع الرجل الذي يحتل الصدارة ويضع المرأة فوقه وكذلك مع الذي يرقد على بطن المرأة فكرة سيئة لأنها قد تكون غير مريحة للغاية لك كحامل ، لأن الأم ستضع ثقلا ووزنا وضغطا على الطفل . 

وبالمناسبة ، يوصي بعض الخبراء بأن المرأة الحامل لا تنام على ظهرها ، ولكن لا يوجد أي ضرر في الاستلقاء على ظهرها ما دامت تحتاج إلى ممارسة الجماع أثناء الحمل ، وهناك خيال سخيف آخر نشأ على مر السنين وهو أن الجماع يمكن أن يحفز المخاض وينشطه ، سواء أثناء الدفع أو أثناء النشوة الجنسية ، وفي الواقع على الرغم من أن المرأة ستشعر ببعض تقلصات الرحم الصغيرة عندما تصل إلى النشوة الجنسية ، إلا أن الأحاسيس تختلف تمامًا عن تلك التي ستشعر بها عند الولادة ، عندما ينقبض الرحم أثناء المخاض.

وهناك أساطير أخرى تقول أنه إذا تأخر الطفل ، فإن تحفيز ممارسة الجنس أثناء الحمل سيحفز المخاض لأن السائل المنوي للرجل يحتوي على هرمون يحفز انقباضات الرحم. ، لكن اتضح أنه لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أن المني يحفز انقباضات الرحم وبدء المخاض.

والآن لنتحدث بإيجابية كبيرة ، كما لو أن جميع الأزواج يرغبون في ممارسة الجماع أثناء الحمل ، لكن هذا ليس هو الحال بالتأكيد ، فقد تشعر المرأة بأنها غير جذابة لدرجة أنها لا ترغب في ممارسة الجماع مع زوجها ، وللأسف يجد بعض الرجال أنه من المستحيل أن يصنعوا جماعا مع زوجاتهم الحوامل ، وذلك ببساطة لأنهم لا يجدون الفكرة جذابة ناهيك عن منظرهم ، وفي مثل هذه الحالات ، هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي يمكن أن تعزز علاقة الزوجين الحميمية ، بما في ذلك التحاضن والتقبيل والنوم في حضن بعضهم البعض وبعض المداعبات اللطيفة وبالإضافة إلى التدليك المتبادل والعلاقة الخارجية بدون أيلاج ، وليست هناك حاجة على الإطلاق إلى حرمان أي شريك من الزوجين من المتعة الجنسية إذا كان أحدهم يطلبها حتى لو كان الطرف الآخر غير مهتم بالاتصال الجنسي ، فلا بأس فهناك كما ذكرنا بدائل للمتعة الزوجية دائما بدلا من العلاقة الكاملة .

وبشكل عام ، يمكنك التمتع بحياة جنسية جيدة أثناء الحمل ، ونأمل أن تكون أفضل بعد ولادة الطفل وبعد النفاس ، حيث تعود العلاقة الحميمية طبيعية بالتدريج ، وجدير بالذكر هنا إلى أننا نحتاج إلى تبديد الأساطير التي نشأت حول الموضوع ، ليس فقط من أجل سعادة كل زوجين حاملين وحثهما على ممارسة الجماع أثناء الحمل بشكل طبيعي ودون خوف ، ولكن أيضًا لأن الجنس هو حاجة إنسانية أساسية في كل نقطة من حياة الفرد ، وكما لاحظنا أعلاه ، عندما تكون الأم لديها النشوة الجنسية وتستمتع بها  ، فهذا سينعكس بدوره على الطفل وينال سعادة من التي تنالها أمه .