الإجهاض : العوامل والعلامات والإجراءات وكيفية الكشف المبكر عنه

 يعتبر خسران الحمل بواسطة الاجهاض أمر مؤلم للغاية ,   وبصرف النظر عن الحمل , بإمكان بعض الحوامل تخطي هذه المحنة بشكل سريع والبعض الاخر يصبن باكتئاب حاد وحزن كبير

ومن الممكن أن تكون هذه المرأة غير معتادة على الحزن واليأس والإكتئاب والاحباط , وهنا يتوجب عليها التداخل مع محبيها أكثر والشكوى والفضفضة للزوج واقتسام المصيبة والحزن معه لتخطي هذه المحنة الموجعة , ولا يقتصر الأمر على الزوج فقط بل الأصدقاء والأقارب واقتسام الوجع معهم لتخطيه .

عوامل الإجهاض الخطرة

يعتبر الإجهاض رائجا أكثر مما يتم تقديره بشكل عام , وهو يعتبر من مضاعفات الحمل والتي تقدر بحالة من بين كل 5 نساء حوامل , والإجهاض هو خسارة الحمل قبل استطاعة الجنين على بدء الحياة , وينتشر الإجهاض بالغالب في أول 3 شهور الأولى للحمل , ولكنه قد يحصل في أي وقت لغاية الأسبوع 24 للحمل , وتتضمن عناصر الإجهاض المتسمة بالخطورة العمر الذي يفوق ال 35 والتي تتضح في : اضطرابات المناعة الذاتية , تاريخ الإجهاضات السابقة للحامل , قلة ضبط مرض السكري .

ويوجد تقريبا 50 % من الإصابات بالإجهاض بسبب وجود خلل في أشكال الكروزومات للجنين , وهناك أسباب إضافية كعدم وجود توافق مناعي واصل بين الجنين والأم , والإضطرابات الهرمونية , العدوى , خلل في هيكل الحوض وأجهزته . 

في أغلب حالات الإجهاض لا يتم النظر في مسببات الإجهاض إلا إذا كان الإجهاض متكررا، والذي يكون عنده ثلاث مرات أو أكثر. وقد يكون سبب الإجهاض اضطراب هرموني لدى أحد الأبوين أو الأجسام المضادة في جسد الأم . ولم يتم التعرف على المسبب في أغلب حالات الإجهاض المتكرر.

وفي أغلب الإصابات بالإجهاض لا يتم تسليط الضوء على أسباب الإجهاض إلا إذا كان هناك تكرار مستمر للإجهاض عند هذه المرأة , والذي قد يصل ل3 مرات أو أكثر , ومن الوارد أن يكون مسبب الإجهاض " هرموني " لدى أحد الوالدين , أو الأجسام المضادة لدى والدته , ومن الجدير بالذكر أنه لم يتم التعرف على السبب الحقيقي في معظم حالات وإصابات الإجهاض التي تتكرر باستمرار .

العلامات الإكلينيكية للإجهاض

هناك أشكال مختلفة ومتنوعة من علامات الإجهاض الإكلينيكية , وبالغالب تصاب الحامل بنزيف في المهبل , وهو ما قد يشير إلى أن عنق الرحم قد يباشر بالتمدد , وإذا كانت واقعة في الحالة والإصابة هذه فيعتبر وقتها الإجهاض أمر حتمي لا مفر منه , وسيحدث خروج للإنسجة التي تكون الحمل ويصبح الرحم وقتها نظيف تماما , ووقتها يحدث الإجهاض للأسف , وفي حالة لم تخرج الأنسجة كلها للخارج فإن الإجهاض يعتبر ليس مكتملا , وسيتم اعطاء المرأة الحامل هاته علاجا ليعينها ويساعدها في اخراج باقي الحمل بداخلها لكي يصبح الرحم فارغا ونظيفا .

وبالرغم مما سبق لا يعتبر جميع أصناف الحمل غير القابلة والقادرة على الحياة تجهض بنحو مباشر , ففي ايامنا هذه يتم كشف أغلبها بواسطة الموجات الفوق صوتية , حيث باستطاعتنا اكتشاف الحالات هاته بواسطة فحص روتيني يتم بالموجات الفوق صوتية أو أن التعرض لنزيف بالمهبل مسبق بني اللون , أو وجود هناك نزيف بالمهبل جديد أو بروز أعراض خسارة وفقدان الحمل , وفي حال هذا الحمل يتصف بأنه غير حي فلا يمكن أن نلاحظ نبض قلب الجنين في كشف الموجات الفوق الصوتية .

وفي الغالب بإمكاننا مشاهدة كيس الحمل , ولا يمكننا معرفة هل يوجد بداخله جنين أم لا وهذا الأمر يسمى طبيا ب " كيس الحمل الفارغ " ويحدث فيها موت جنيني باكرا . 

الكشف المبكر لموت الجنين الصغير

لدينا مرجعيات واضحة تستخدم في تشخيص وفاة الجنين أو ظاهرة كيس الحمل الفراغ 

, وتجرى الفحوصات كما يلي لكيس الحمل الفارغ :

يحصل حينما يكون لدينا مقياس كيس الحمل يفوق ال 20 ملمتر ولا يوجد بداية لتكون الطفل في هذا الكيس .

وأما فحوصات الجنين الصغير أو وفاة الجنين : تحصل حينما يكون الطول القاعدي التاجي يفوق ال 6 ملمتر ولا يوجد نبض في القلب .

إجراءات الإجهاض

بعد التشخيص الباكر الخاص بوفاة الجنين والتي تم من خلال الموجات الفوق صوتية , لزاما علينا مناقشة الخيارات التي يتوجب اتباعها , فيمكن قبول الإجهاض الطبيعي بلا تدخل , وفي حالات معينة قد يأخذ الأمر بضعة أيام , ويتطلب العديد من المريضات الى نظام علاجي لإفراغ ما يحتويه الرحم , وهذا الأمر قد يتم بتدخل جراحي أو تعاطي عقاقير طبية , وحينما نتحدث عن الدخل الجراحي في الإجهاض نأخذ بعض الأمثلة عليه مثل :

الشفط الهوائي والذي يتم من خلال تخذير كامل للمجهضة وبعدها يستخدم الشفط لإزالة الأنسجة , وقد يحصل خطر ثقب الرحم وهذا احتمال ولو حصل لا قدر الله فإنه يتطلب علاج , وطريقة الأطباء تعتمد على تزويدهن بأقراص التجميلات  أو البروستاغلاندين , والتي تحدث انقباضات عديدة في الرحم , والذي يؤدي بدوره إلى إلقاء ما بداخل الرحم للخارج في خلال 48 ساعة .